أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

الفصل الثالث رواية إلى عالم آخر بقلم رحمه إسماعيل

  
الفصل الثالث
رواية إلى عالم آخر 
بقلم رحمه إسماعيل 
ولنا في الغد نصيب

« الماســـــــــــــــــــــــــــــــــه» 
كم هو أحمق هذا الـ لؤي أخذته إلى ركن متطرف عن أعيون الناس وحذفت جزء من ذاكرته المشهد الذي ذكرت أننا على علاقة 
لا أحب أحد يتدخل في ما يخصني ولؤي قد فعل
لم أعاقبه رأفتًا بوالدته تلك السيدة الجميلة واللطيفة تحمل قلب طيب جدًا تحبني حقًا قرأت أفكارها العديد من المرات أنها سيدة طيبة أما هذا الـ لؤي مخادع والا أطيق محادثته قلت في ملل عندما رأيته بدأ يستعيد وعيه فقد أغمى عليه بعدما حذفت جزء من ذاكرته قلت:
هو في إيه أنت جيبنا هنا ليه 
نظر إلي قليلًا ثم قال:
مش فاكر المهم خلينا نرجع البيت 
عودنا أدراجنا للمنزل في حين كان هناك أمر يحيرني كثيرًا لماذا لا أستطيع قرأت أفكار «زيان»؟
أخذت نفس عميق ثم دلفت إلى حجرة «لميس» وتوجهت إلى المرحاض وقفت في المسبح لأعود إلى شكلي الحوري كم أعشقه وأمقت شكل هذه «لميس» أنها تزعجني كثيرًا كل فترة والثانية أذهب لأتفقدها هل مازالت على قيد الحياة أو ربما ماتت وتخلصت منها 
عندما عدت إلى شكلي الحوري فتحت صنبور المياة، وفعلت حركاتي المعتادة نقلتني البوابة التي فتحتها إلى مملكتنا «مملكة الحوريات» 
إلتقيت بالحكيم قلت وأنا أنحني أحترامًا لهُ:
إحترامي أبتاه لما أمرت بإستدعائي 
قال الحكيم:
لماذا لاتركزين على مهمتك الماسه
قلت: 
بحثت عن الملك كثيرًا، ولكن للأسف أبتاه لم أستطيع إيجاده
قال الحكيم:
يجب عليك الحذر فأشعر بأن الموعد قد حان 
قلت:
أجل أبتاه سأخذ حذري 
ثم تركته ورحلت لزيارة عائلتي فذهبت إلى منزلنا 
قابلة والداي الذان سعدا بوجودي
عانقتني والدتي وهي تقول:
لماذا لا تنتهي من هذه المهمة عما قريب 
أبتسمت وأنا أقول:
ليس بيدي كما تعلمين يجب على إيجاد الملك، وهذا ليس بالأمر السهل أماه 
أبتعدت عن أمي في حين عانقت أبي الذي قال:
خذي كل وقتك عزيزتي، ولكن أخبريني كيف هو عالم البشر فكما تعلمي ليس من حقنا رؤيته ومن يخترق القانون يُعاقب... فربما يفنىٰ عمره كله في السجن. 
أبتسمت وأنا أقول:
أنهم حقًا مغفلون أتحكم بهم لو أريد بأصبع يدي الصغير لو أردت ذلك، 
مع التقدم الهائل في التكنولوجيا إلا أنهم لا يفقهوا شيئًا. 
عندما أنتهيت من جملتي وجدت «صَدفه» صديقتي الوحيدة قادمة نحوي وهي تصرخ قائله:
لقد أشتقت إليك كثيرًا 
وقفت وعانقتها وأنا أقول:
وأنا أيضًا أشتقت إليكِ كثيرًا، كيف علمتي بوجودي
أبتعدت عني وهي تقول:
قال «صاعق» بأنه قابلك في القصر الملكي. 
أومأت في هدوء بعدها تحدثنا في شتىٰ المواضيع إلى آن موعد رحيلي فستأذنت للمغادرة

عندما عودت إلىٰ المرحاض أستمعت لصوت السيدة «يسرا» تنادي لأقتبس شخصية لميس في عجلة من جديد 
خرجت من المرحاض وجدتها أمامي في الحجرة قلت:
نعم يا خالتو عايزة حاجة مني. 
حينها ناولتني شيء وهي تقول:
كنتي فين بقالي ساعة بنادي مامتك بتتصل عايزة تتطمن عليكي تيلفونك بيديها علطول مغلق. 
أخذت هذا الشيء العجيب بخوف لتصرخ قائلة بغضب عارم:
متردي يابنتي في إيه. 
وضعته على أُذني كما كانت تفعل ولا أعلم شيء فقط أنفذ تعليماتها أستمعت لصوت سيدة يخرج من هذا الشيء قائلة:
وحشتيني يا لميس مكلمتنيش... 
ولكني رميت بهذا الشيء العجيب ليصتدم في عرض الحائط ويتهشم إلىٰ قطع ركضت إلىٰ التخت لأجلس وأنا متكورة على نفسي ثم قلت:
يا الله إن هذا الشيء يتحدث. 
قالت يسرا في صدمة: ايه يابنتي في إيه مالك قلبتي كده. 
تداركت الأمر لأقول وأنا أغرس أصابع يدي في شعري بتوتر:
ها لا ولا حاجه بس أنا... 
في الحقيقة لا أعلم ماذا أقول نجدني «لؤي» من هذا الموقف الذي أقتحم الحجرة وهو يقول في قلق:
في إيه و إيه الصوت ده 
قلت:
ايه يا جماعه بهزر مقلب جامد مش كده. 
لأ أعلم بماذا تفوهت 
قالت يسرا:
خلاص مش مهم هبقا ابعت حد ينضف 
ثم رحلت في صمت 
نظر بإتجاهي يسألني:
لميس هو أنتِ كويسه؟ 
أومأت برأسيّ في هدوء ليتركني هو الآخر ويرحل 
كاد أمري اليوم ينكشف لا أعلم ما الذي فعلته، ولكن لابد من فعل شيء يعيد الأمر لطبيعته فيكفيني أحتجاز «لميس» لست في مزاج يسمح لي بإختطاف جميع العائلة 

«زيــــــــــــــــــــــــــــــــــــان» 
في اليوم التالي كنا نجلس جميعًا انا «ولما ولميس» في إستراحة الكلية لم أعير إهتمام لوجود «لميس» عن قصد في الحقيقة ودت لو لم أعطي إهتمام سوىٰ إليها ولكن خطة «لما» ويجب تنفيذها
قالت «لما»:
شوفتوا إعلان الرحلة 
قلت: 
آه شوفته بس حابب اطمنك ياقلبي مش هتروحي. 
نكزتني في قدمي قائلة:
أنتَ بتحب تهزر أوي يازيان دحنا لسه متفقين أمبارح. 
نظرت إليها في ريبه عن أي إتفاق هذه تتحدث لتكمل وهي تقول:
هنروح كلنا انا وأنت ولميس 
قلت وأنا أبتسم:
آه صح فكساني أنت علطول يا بت يا «لما» 
لابد من أن هذه خطة جديدة أذن لنرىٰ ماسيحدث 
بعدها تحدثنا في مايخص هذه الرحلة وإلى أين تتجه وكيف سنقضي وقتنا مر الوقت ولم أشعر به فرحلنا على وعد باللقاء يوم السبت القادم فاليوم هو الخميس 


الماســـــــــــــــــــــــــــه
غريب هذا الزيان في الأمس لم يشيح بنظره عني واليوم يتجاهل وجودي كليًا فلتذهب إلى الجحيم يا هذا، 
ولكن لا أنكر بأن هناك شعور يراودني عندما أره أو أتحدث معه شعور جميل 
أوه كلما تذكرت مصيري الرحيل أشعر بالأسىٰ حيال نفسي وكيف أفكر في بشري والذي من المفترض بأنهم مغفلون 
أتستمتعين بوقتك مع بشري يا الماسه كم أبدؤ تعيسة الحظ حتى عندما أحببت أحدهم كان هو الآخر يحب أحدهن يا لحظك يا الماسه 
ذهبت لمنزل «لميس» 
عندما دخلت أستمعت لصوت سيدة غير مؤلوف تقول في قلق واضح:
مقولتليش ليه إنك كنتي في المستشفى. 
أجابت يسرا:
ليه أقلقك معايا علي فاضي وأنا الحمدلله زي الفل آهو. 
دلفت إلىٰ صالون المنزل رأيت ملامح السيدة التي تجلس مع يسرا تقاربها في العمر والشكل أيضًا لم أتعرف عليها كنت أنوي أن القي التحية، وأكمل طريقي ولكن أوقفني صوت يسرا قائلة:
لميس 
التفت إليها لأجدها تنظر إلي في دهشة وصدمة قائلة:
مش عايزة تسلمي على مامتك 
نظرت إلى السيدة بدهشة عندما علمت هوايتها لم أتخيل بأن من الممكن أن تأتي والدت «لميس» لزيارتها قلت:
لا مش عايزة أسلم عليها 
رأيت تعابير الصدمة حلت عليهما لأكمل قائلة:
يعني في أم متسألش على بنتها كل الوقت ده، أنا أصلا مخصماكي. 
ضحكت كل من «يسرا ووالدت لميس»
لتقول السيدة:
يا حبيبتي ماما آهو أنا جتلك لحد عندك. 
عانقتني ثم أردفت:
حسيت إنك فيك حاجه معرفش قلبي نغزني عليكي فقولت أما أروح أشوفك. 
أبتعدت وأنا أقول:
وحشتيني أوي أحسن حاجه عملتيها أنك جيتي 
جلست قائلة بشوق بدء واضح في عيونها:
مش هينفع أتاخر بكره بالكتير لازم أرجع البيت أنتي عارفه ابوكي دا بالعافيه سابني أقضي معاكي يوم. 
قلت: 
ياريت لو جه هو كمان كان وحشني. 
قالت:
معلش مانتي عارفه أنه مشغول

في مكان آخر كان يجلس على مقعد في ساحة كبيرة تحتشد بالسكان عند أصدار قرار جديد، 
رأى كل ماحدث مع الماسه وكيف تصرفت فأبتسم وتأكد بأن أختياره صحيح، عندما وجد بأن الماسه بمفردها في حجرة لميس أستغل الفرصة وقام بمحادثتها 

عند الماسه دخلت حجرة لميس للسترخاء قليلًا بعد هذا اليوم الشاق، أنار السوار الذي يلتف حول معصمها يتكون من صدفات رقيقة الشكل إلى أنها في الحقيقة أداه لتواصل مع عالمها رفعت السوار أمام وجهها وضغطت على إحدى الصدفات لتتكون أمامها صورة الحكيم إنحنت إحترامًا ثم أردفت:
أحترامي أبتاه ما الذي يمكنني مساعدتك به 
أبتسم الحكيم قائلًا:
أولًا كنت أود إن إهنئك على تخطيء ذلك الموقف بذكاء لقد أسعدتيني وتيقنت بأن أختياري كان صحيحًا
إبتسمت الماسه قائلة:
شكرًا لك أبتاه لقد أسعدتني أيضًا بكلامك هذا
قال الحكيم:
ثانيًا لا أريد بتفكيرك يتشتت الماسه تعلمي ما أقصده جيدًا. 
أنزلت رأسها في خجل قائلة:
ليس بيدي يا أبتاه لم أراه سوىٰ مرات معدودة، ولكن لا أعلم كيف أحببته لهذه الدرجة، 
إلا أنني لا أستطيع أستعمال قوايا الشخصية ضده 
قال الحكيم:
وهذا ليس سوىٰ دليل على إنك أحببتيه حقًا يا الماسه حتي إن إنكرتي ذلك لا أريدك تنجرفي خلف مشاعرك وتنسي ما هو هدفك في الأساس هذا كل شيء. 
أغلق الإتصال بعدها جلست الماسه وهي تفكر هل بأمكانها حقًا التخلي عن «زيان» فكلام الحكيم كان يدل على ذلك ولكن ما باليد حيلة

في اليوم التالي كان كل من«يسرا ولؤي» يودعون والدت لميس في حين كانت تجلس الماسه في ركن بعيد، وتنظر اليهم في ملل قائلة هؤلاء البشر مملون حقًا يودعونها وكأنها سترحل للإبد ماهذا الملل لا أستطيع التحمل أكثر 
حركت أصبعها لتمشي بالأحداث الا إن رحلت«والدت لميس» 
تنهدت وتدلف إلى حجرة لميس وجدت هذه الخردة ينبعث منه صوت مزعج جدًا كانت تنوي الفتك به، ولكن تذكرت ما حدث بالأمس فخبأته تحت الوسادة ولكن مازال الصوت موجود وضعت أيديها على أذنيها ما الذي يجب عليها فعله أخذت نفس عميقًا وأمسك بالهاتف
وقربته من أذنها كما يفعلون ولكن مازال يصدر الصوت المزعج وأرتفع الصوت ليصبح أكثر أزعاجًا عندما قربته لأذنها وكلما أنتهت الرنة عاد من جديد يصدر هذا الصوت المزعج نظرت إليه في حيرة ضغطت على زر بمحض الصدفة ليفتح الإتصال، وتستمع لصوت زيان يقول:
الو أخيرًا رديتي مبترديش على الأرقام الغريبة ولا إيه. 
قالت الماسه:
آه صح مبردش على الأرقام الغريبة. 
مع العلم بأنها لا تفهم عن أي أرقام يتحدث
أبتسم وهو يقول:
أحسن مقولتليش جهزتي عشان رحلة بكره 
أجابته الماسه:
آه خلاصت 
وكانت تنظر إلى حقيبة السفر الفارغة
قال زيان:
بقولك إيه هقفل واتصل مكالمة فديو. 
قالت الماسه:
ماشي
وهي بالطبع لأتفهم مالمقصود بمكالمة الفديو 
ثوانٍ وأصدر الهاتف صوت مزعج من جديد ضغطت على ذلك الزر كما فعلت في المرة السابقة وقربته من أذنها كالمرة السابقة أيضًا لتستمع لزيان وهو يصيح:
يابنتي أنتي حاطه التليفون فين شوفيني أنا هنا 
أبعدت الهاتف عن أذنها لترى صورة زيان أم هو لم يستطيع رؤية وجهها جيدًا ليصرخ من جديد وهو يقول:
متعدلي أم البتاع ده عايز أشوف وشك 
عدلت منه وقامت بوضعه مقابل وجهها أبتسم زيان وهو يقول: أخيرًا ياشيخه محسساني وكأنك أو مره تكلمي مكالمة فديو
شحب وجه الماسه لتقول في عجلة:
لا على فكرة كلمت كتير. 
هذه المرة تقصد بمحادثتها مع الحكيم 
قال زيان وهو مازال يضحك:
خلاص ما أنا مصدقك
مر الوقت بسرعة وهما يضحكا ويتمازحا لم تدرك الماسه بأنها لم تغير شكلها إلى لميس عندما هاتفها زيان 
ولذلك كان يراها كما كان يراها كل مرة عندما يلتقي بها 
أخذ لقطة شاشة وهي تبتسم وثم
ودعها وأغلق بعدها المكالمة 
أمسك «زيان» الهاتف وظل ينظر إلى الماسه ويحدث نفسه بأنها حقًا كالحورية ليأتي علىٰ ذاكرته حلم كان قد راوده قبل مجيء لميس 
كان في الحلم يرىٰ نفسه هو ولميس يركضا وكان هناك أحدهم يطاردهم تعبا من الركض فقررا الجلوس للأسترخاء قليلًا وجد مجموعة من الجنود يرتدون زي موحد بالون الأحمر الغامق حاصروهم وينتهي الحلم هنا 
في بداية الأمر لم يكن يعرف هواية الفتاة، ولكن الأن تعرف عليها انها لميس ذاتها 
وإلىٰ الأن في حيرة فلم يفهم المغزىٰ من وراء هذا الحلم 
في صباح يوم جديد كان زيان في مكان غريب لم يرىٰ في حياته مثيل له وكان حزين جدًا وكأنه فقد شخص عزيز عليه

الفصل الثالث
رواية إلى عالم آخر
بقلم رحمه إسماعيل
أنتظروني أحبتي في الله🤍
تعليقات