أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

رواية عفريت مراتي الفصل الاول بقلم نداء علي

 رواية عفريت مراتي الفصل الاول بقلم نداء علي

رواية عفريت مراتي الفصل الاول بقلم نداء علي

بسم الله الرحمن الرحيم

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

🔸🔸🔸🔸🔸


بعض  الزهور تعتاد العين رؤيتها فتغدو كغيرها ولا ندرك جمالها الهادئ واختلافها  المحبب إلا بعدما تقطف فتشعر العين بغربة وكأن الكون صار قاحلا ونبحث عما  افتقدناه فلا نجده.


داخل بيته المتواضع الذي لم يبق له من والده ذكرى سواه؛ بيت يحتاج الي ترميم كي ينعم ببريقه السابق...


-يا أمي يعني انتي مش عارفه اللي فيها؛ انا راجل أجري ويوم شغال وعشرة مفيش أروح اخطب واحدة بنت ناس وابهدلها معايا! 


الأم بتردد : يا بني ما احنا هنشوف واحدة علي أدنا وتكون عايزة تعيش. 


حامد بترقب : وهي مين دي؟ 


الأم : مالها فاطيما بنت عمك سيد؛ بت طيبة وبتحبك ومتربية على حجري من يوم ما أمها الله يرحمها ما ماتت 


حامد : وهبله وفشتها عايمة ومتنفعش تفتح علبة سردين تقومي تجوزهالي وعاوزاها تفتح بيت؛ دي بوقها مبيتقفلش ورغاية ولتاته ..


فاطيما وقد استمعت إلى ما يقول دون قصد منها فقد أتت لتجلس بصحبة ثناء إلى أن يعود حامد من عمله؛ اقتربت بمرح قائلة :


وفيها إيه يعني لازم واحد مننا يبقي مفرفش وحبوب طالما التاني نكدي وبيضحك في المناسبات ..ولا ابقى بومة ووش فقر يعني؟!


حامد بغضب : شايفة قلة الأدب؛ هي دي عروسة الغابرة اللي بتقوليلي عليها يامه.


 


فاطيما بغرور : وحشة ولا وحشة ده انا كل شباب الحارة بيتمنوني لولا بس العشرة ومرات خالي السكر دي


حامد : الله الغني احنا مش عاوزين نوقف حالك ياسكر؛ روحي الله يسهلك وشقتك أنا هدهنالك بنفسي


فاطيما بغرور مصطنع : طبعا يا اسطى ماهي هتبقى شقتك برده مش انت العريس ياعسل ولاايه؟؟


حامد بصلها بتعجب ومشى بيضرب كف بكف وهي عيونها دمعت وقالت لوالدته:


شايفة ابنك يا مرات خال؛ خلاص أنا كده عملت اللي عليا وجيت علي كرامتي ورخصت نفسي اكتر من مرة وهو سايق فيها 


ثناء : يابت ظروفه صعبة ومش عاوز يبهدلك


فاطيما  : لأ ابنك بيكرهني ومش طايقلي كلمة..عموما قوليله يرتاح ابويا موافق علي  رضا ابن الحج رزق وكنت جاية استنجد بيكم بس مفيش نصيب....


غادرت هي الأخرى وتنهدت ثناء بحزن فهي لا تريد أخرى زوجة لابنها ولكن يبدو أن القدر له كلمة مغايرة.


🍁🍁


جلس حامد بصحبة صديقه بواحدة من المقاهي الشعبية القريبة من منزله؛ أمامهما طاولة خشبية موضوع فوقها بعض الشاي وصندوق الدومنه 


القى حامد حجر النرد بغضب قائلاً :


كام مرة فهمتها إني مش ناوي اتجوز؛ مقدرتي متسحمش ياعم وهي زي الشبطة مصممة تعلق نفسها بحبال دايبة. 


سمير بتعجب : أمرك غريب ياجدع دي حتة قشطة؛ يمين تلاته لو ما كنت بحب مراتي لكنت متقدم لفاطيما وأنا مغمض


حامد بغضب : ما تتلم ياجدع؛ هي نقصاك انت كمان 


سمير بتعقل : يامغفل البت متتسابش؛ وابوها راجل غلبان ومعندوش غيرها وظروفهم محصله ظروفنا يعني هيرضوا بقليلهم. 


حامد : ياعم يعني مش كفاية الفقر اللي انا فيه أروح افقرها معايا بزيادة..ليه البهدله دي


سمير  : وجايز تبقى وش السعد والدنيا تحلو علي ايديها؛ وبعدين علي حد علمي انت  مفيش في بالك واحده بعينها يبقى تتوكل على الله وتسمع كلام أمك وتلحق البت  قبل ما تطير من ايدك. 


حامد : يا سمير الحالة ضنك خالص؛ عالقليل عاوزلها شبكة ولا هخطبها عالنوته. 


سمير : يابني هنتصرف؛ وعمك ما تروحله يمكن يخلي عنده دم ويساعد بأي حاجة. 


حامد برفض : أروح لمين يابنى ده مش بعيد يبيع الشبكة لو في نصيب عشان ياكل ويشرب حاجة ساقعة


سمير : يا ساتر يارب ده راجل جلدة؛ يلا سيبك منه احنا نروح لعمك سيد ونشوف رأيه وبعدها ندور عالشبكة واللازم نعمله. 


حامد بهدوء : بكرة؛ نروحله النهار له عينين.


🔸🔸🔸🔸🔸🔸


اشتد الجدال الدائر بين كرم وزوجته فضيلة كالمعتاد لترفع السكين بوجهه قائلة:


عارف ياراجل انت لو مفتحتش باب التلاجة هعمل فيك ايه. 


كرم برفض قاطع :


متقدريش تعملي حاجة يا فضيلة؛ وحطي في بالك اني فاهمك كويس وعارف عمايلك السودة دي


فضيلة : عمايل ايه ياراجل يا ناقص؛ يابخيل ياجلدة انت


كرم : بخيل ليه؛ انتي اللي مبذرة وايدك مخرومة 


فضيلة بغضب :


يالهووووي؛ مبذرة ده انت مجوعنا يا ظالم ولولا أبويا واخواتي كنت مت من زمان انا وعيالي


كرم ببلاهة : وايه المشكلة ان اهلك يساعدوكي الناس لبعضيها برده


فضيلة بجنون : هتفتح التلاجة ولا افتح كرشك ياراجل انت!


كرم بإصرار : لأ؛ كله الا التلاجة؛ اعقلي يافضيلة واخذي الشيطان 


فضيلة وقد فاض بها الكيل :


يمين بالله العظيم ما قعدالك فيها وهاخد عيالي واروح لابويا يطلقني منك وابقى خلي الفلوس تنفعك


لم يجبها بل اكتفى بالصمت فهو محال ان يتنازل عن عشقه من أجل أحد؛ عشقه الأول والأخير جمع الأموال. 


🔸🔸🔸🔸🔸🔸


أصاب  حامد شىء من التوتر بعدما ألقت والدته علي مسامعه ما قالته فاطيما وتعجب  من موافقتها على الارتباط بغيره فقد كان تمسكها به غير قابل للشك 


تساءل بسخرية قائلاً :


وياتري بقى الست هتتخطب لواحد وهي بتحبني؛ ولا كانت بتمثل وهدفها توقعني وخلاص؟ 


ثناء : بلا خيبة ياموكوس هتوقعك على ايه يا موكوس؛ انت حيلتك حاجة ياولا؟


حامد : جرى ايه يام حامد؛ مش هي اللي كانت هتموت عليا!!


ثناء : عشان بتحبك يا مغفل؛ واهي هتطير من ايدك ويابخته وهناه اللي هتتجوزه 


حامد : أموت واعرف بتحبيها ليه كده! انتي ام مين فينا بالظبط يانبع الحنان؟


ثناء : ياواد بنات اليومين دول يندب في عينهم رصاصة والبت دي علي نياتها متعرفش لوع ولا بتاعت حوارات..صدقني


حامد بجدية: 


خلاص يامه انا مقدرش علي زعلك؛ بكرة نروح نتقدم واللي ربنا رايده هيكون


ثناء : لا؛ لو هتتقدملها جبر خواطر يبقي بلاش لا تظلمها ولا تظلم نفسك


حامد مبتسماً : ماخلاص بقي يامه؛ فاطيما حلوة وألف مين يتمناها؛ الحكاية ومافيها ان العين بصيرة والايد قصيرة. 


ثناء : انا عاملة حسابي متشغلش بالك انت  


حامد : انتي بتحوشي من ورايا يا ثناء!!


وكزته بحب قائلة :


القرش الابيض بينفع لليوم الاسود وانت يوم ما تتجوز هيبقى يوم الهنا والمنى ياولا بس انت قول يارب. 


🔸🔸🔸🔸🔸🔸


  لم تتوقف فاطيما عن البكاء إلى أن صاح والدها بوجهها قائلا :


يا بومة بتعيطي ليه من ساعة ما جيتي؛ مين مزعلك يابت ؟


فاطيما بتلقائية : حامض هو اللي مزعلني


قهقه والدها بحب قائلاً :


حامض؛  تصدقي يابت يا فطومة الواد حامد ده أرجل واحد في الشارع بس هي الدنيا كده  دايما بتيجي علي الغلبان؛ زعلك بقى في ايه وأنا اشدلك ودانه


عضت شفتيها في خجل ولم تدر ما تقول فهي ورغم بساطتها في الحديث ومشاكستها الدائمة لحامد إلا انها شديدة الخجل مع الجميع


انتظر والدها أن تقص عليه ما تريد لكنها باغتته بقولها:


أنا موافقه عالعريس اللي قولتلي عليه 


والدها بهدوء : وايه اللي جد من انبارح للنهاردة!!


 


فاطيما وقد عاودت البكاء :


مفيش حاجة؛ بس انت قولتلي ان العريس كويس وانا موافقة وخلاص


جلس والدها إلى جوارها وضمها الي صدره مقبلا رأسها بحنو قائلاً :


ماشي ياست البنات؛ بكرة الصبح هبقى ابلغه انك موافقة 


اجابته بفزع قائلة:


لاااا؛ بلاش بكرة قوله بعد بكرة


والدها ضاحكاً 


مش هقوله خالص يا فاطيما؛ قومي نامي يابنتي وفوضي أمرك لله؛ تبات نار تصبح رماد. 


تحركت بخضوع إلى غرفتها؛ مدت يدها تعبث بأغراضها الموضوعة بداخل الخزانة إلى أن امسكت إحدى الصور المخبأة بين طيات الملابس 


تطلعت إلى صورته بغضب قائلة: 


بقى كده يا حامض؛ بتجرحني وتكسر قلبي ومش عاوز تتجوزني؛ بكرة تندم وقت لا ينفع الندم يابن ثناء ..


ازداد  نحيبها لكن سرعان ما توقفت عن البكاء عندما تطلعت الي شاشة هاتفها تعلن عن  اتصال من ثناء؛ ترددت في الاجابة لكنها لم تستطع تجاهلها فهي ومهما حدث في  مقام والدتها.... 


ثناء بسعادة : اوعي تكوني نمتي يابت ؟


فاطيما بحزن : لا صاحية؛ كنت قاعدة مع أبويا 


ثناء بمكر : انتي معيطة يابت؟


فاطيما : هعيط ليه؟


لحظات وبدأت في البكاء من جديد ليرق قلب ثناء حباً وحزنا عليها فتباغتها بقولها:


قولي لأبوكي يابت اننا جينلكم بكرة المغرب؛ قوليله خالتي أم حامد بتقولك هنشرب الشاي وبعد منه الشربات بأذن الله


فاطيما بغباء : شربات مين! وليه ؟!


ثناء : عوض علينا عوض الصابرين يارب؛ هيكون شربات أبوكي يابت؛ هنيجي بكرة نطلب ايدك لحامد ابني ولا ملكيش مزاج؟


قامت فاطيما بإنهاء الاتصال بوجه ثناء التي تطلعت الي الهاتف بصدمة قائلة:


الواد حامد شكله عنده حق والبت دي فيوزها ضاربه؛ ابتسمت ثناء بحب قائلة:


بس زي العسل وبكرة تعقل ربنا يسعدك يابني ويوسع رزقك ويهديكي يا فاطيما وتبقي من حظه ونصيبه.


🔸🔸🔸🔸🔸


في مساء اليوم التالي تزينت فاطيما ولا تكاد تصدق ان حلم حياتها في الطريق إليها؛ حامد قادم من أجل خطبتها. 


مدت كف يدها الي صديقتها الجالسة الي جوارها قائلة :


اقرصيني يابت يا سها؛ هو اللي بيحصل ده حقيقة بجد؛ مش مصدقة ..يعني أنا مش بحلم!!


قامت سها بقرصها لتصرخ فاطيما بفزع قائلة:


اه يا معفنة؛ بتقرصي بجد يابت 


ابتسمت سها قائلة بغيظ :


ما هو انتي زهقتيني من الصبح؛ شكلك اتهبلتي من الفرحة 


فاطيما بسعادة : اصل انا بحب حامد اوي يابت يا سها؛ ما انتي عارفة


سها : عارفة ياموكوسه بس متدلقيش عليه اوي كده يابت ..الراجل لو مخدش علي دماغه متعرفيش تمشيه..اسمعي كلامي


فاطيما : لا طبعا؛ حامد غير كل الرجالة


سها بتعجب: ليه ياختي ان شاء الله ...


هما بيزحفوا وهو بيطير؛ جتك نيلة في خيبتك وانتي قلبك هفأ وخفيف كده


فاطيما : هشششش؛ اخرسي الباب بيخبط


سها : اوعي يابت خليني افتحلهم الباب


فاطيما : لا استني الاول شوفي شكلي حلو ولا ايه؟


سها بحب : يابت انتي زي القمر من غير حاجة اموت واعرف مدهولة علي عينك كده ليه ؟!


تركتها سها وتوجهت لفتح الباب الفاصل بين فاطيما وحلمها الذي لم يراودها سواه 


جلس الحاج سيد بمواجهة ضيوفه وعلي يمينه جلست فاطيما وثناء 


تحدث سمير بمرح قائلاً :


جرى ايه يا حامد؛ ما تتكلم يابني بدل ما الحاج سيد يطردنا 


ابتسم سيد قائلاً :


لا سامح الله يابني ده بيتكم؛ وحامد زي ابني تمام 


ثناء : ده العشم برده ياحج وعشان كده جاينلك وطمعانين متكسفناش


سيد : برقبتي ياست ام حامد؛ انتي صاحبة الغالية الله يرحمها وكنتوا اكتر من الاخوات


ثناء : الله يرحمها ياخويا ويطول عمرك؛ احنا طالبين ايد فاطيما لحامد 


تطلعت  فاطيما الي وجه والدها وبادلها هو النظرات وكأنه يستأذنها في الموافقة؛  لاح بوجهها سعادة لم يعهدها من قبل فأجابهم دون تردد قائلاً :


وانا مش هلاقي أحسن من حامد عريس لبنتي


الفصل الثاني من هنا


مجمع الروايات الكامله من هناااا


إللي عاوز يوصله اشعار بتكملة الروايه يعمل إنضمام من هنا
تعليقات